تنتصب وسط العاصمة بغداد ، جدارية فنية يمتد عمرها أكثر من نصف قرن من الزمان ، وما زالت تستقطب مزيدا من المتظاهرين الشباب ، الفنان جواد سليم ينتصب مع جداريته التي أقامها في منطقة الباب الشرقي سنة 1960-1959وكانت وما زالت تمثل معلما فنيا ووطنيا ورمزا باذخ الجمال ، انها تحفة فنية وتاريخ عراقي يمتلك الاصالة والنضال والبطولة .
جدارية الفنان جواد سليم التي رسخ اقدامها في هذه الساحة الكبيرة والتي باتت تحمل اسم الجدارية ، حيث لم يعد المواطنون يعرفون بغداد الا من خلال ساحتها العتيدة ” ساحة التحرير ” ، انها رمز فني واسطورة معمارية رائدة ومعلم سياحي بارز في سماء عاصمة الرشيد وعبد الكريم قاسم .
ساحة التحرير تحتضن الحراك المدني المتواصل منذ 31 آب ، وتحتضن اللافتات والشعارات واليافطات الوطنية التي تدعو لمواصلة الاصلاح في مفاصل الدولة التي نخرتها مافيات الفساد ، كما تدعو لإلغاء نظام المحاصصة الطائفي وبدء مرحلة جديدة من النهوض السياسي لاعادة النظام والقانون وترتيب البيت الداخلي العراقي وفقا لنظام يحظى بموافقة جماهير شعبنا .
الفنان المرحوم جواد سليم ، يحمل جداريته منذ نصف قرن ويدعو للحرية والبناء ونبذ العنف والتطرف ..انه يعانق بغداد ويحكي لها تاريخا مجللا بالغار والنضال ، يتحدث عن ثورة العشرين الخالدة في جداريته ، يتحدث عن (الفالة والمكوار )وهي اسلحة شعبنا في ثورته ضد الاحتلال البريطاني عام 1920 .
الفان جواد سليم وبعد ان اقام جداريته وسط العاصمة بغداد .. ودعنا وهو مرتاح النقس والضمير وسيبقى خالدا خلود بغداد وخلود ساحة التحرير .
وستبقى ساحة التحرير ايقونة شعبنا ومضافته في ملتقى مواطنيه وهم يهزجون لبغداد التي تعانق النصر .